على ناصية جادّة الكرمل أو حيّ الألمانيّة في حيفا، وفي أحد أيّام صيف 1998، احتسى أهل المدينة وزوّارها، لأوّل مرّة، فنجان قهوتهم/نّ في مقهى عربيّ في حيفا" فتّوش". هو مقهى ومطعم مليء بالتفاصيل الصغيرة متعدّدة المَواطن، فيه من حوض البحر المتوسّط ومن أقصى الشرق ومن أماكن شتّى تراها في جلسته الخارجيّة تحت شجرة البرتقال أو بجانب جذوع الزيتون الكبيرة، أو في جلسته العربيّة الموغلة في الشرق والحميميّة، كثيرة الألوان، منخفضة السقف، أو في صالة العرض بين الأعمال الفنيّة المتبدّلة.
لم يكتفِ مقهى ومطعم "فتّوش"، خلال هذين العقدين بأن يكون مقهى ومطعمًا فقط، فاختار أن يكون، أيضًا، فضاءً ثقافيًّا وداعمًا للثقافة في حيفا. تأسّس سنة 2016 متجر فتوش، وبدأ بإقامة الأنشطة الثقافيّة والمعارض الفنّيّة ومعرض الكتاب السنويّ.
متجر فتوش هو بيت للكتب والموسيقى والفنون اليدويّة؛ يزوّد المدينة وزائريها بسقف واحد يجمع بين الكتب التي تصل من أكثر من 25 دار نشر عربيّة وفلسطينيّة، بين الألبومات الموسيقيّة لفنّانين/ات محلّيّين/ات وعرب، والمنتَجات الفنّيّة يدويّة الصناعة. وفي تشرين الأوّل/أكتوبر من سنة 2018 ، افتتح فتوش فضاء إضافيًّا في مدينة حيفا هو بار وجاليري فتّوش، وهو عبارة عن بار موسيقيّ كبير يستضيف العروض الموسيقيّة، وصالة عرض مهنيّة ومستقلّة للفنون البصريّة.